تأتي العقدة الجنسية بالدرجة الاولى جراء تراكمات الكبت وقهر الفطرة البشرية فهناك غرائز انسانية موجودة في الاعماق وفي التكوين لا علاقة لها بالمحيط والتربية.
ان محاربة هذه الغرائز وقهرها وكبتها يقود الى تولد ما يطلق عليه بالعقدة.
والكبت لا يأتي من فراغ بل انه يعكس رؤية سلبية تجاه الدافع الغريزي ويحاول ابعاده واقصاءه وقهره ودفعه الى الاعماق المظلمة والخفية في الشخصية وتحديداً الى منطقة "اللاشعور".
والكبت الجنسي محاولة فاشلة لقهر غريزة هي اقوى بكثير من كل محاولات الكبت.
نداء الطبيعة وسياط الحرمان:
ونظرة عابرة في تاريخنا كمسلمين لن نجد للكبت الجنسي حضوراً.
ان التقاليد لم تكن بمثل هذه الصرامة والقسوة كما هي عليه منذ عقود من الزمن.
غير ان تعقيدات الحياة ودخول انماط جديدة في اسلوب العيش في ظلال حضارة مادية ادت الى التريث في مسألة الزواج وهو تريث خرج عن حده المعقول ليصبح تردداً في الاقدام على الزواج والتاخر الى ما بعد العقد الثالث من العمر.
بحيث يمتد الحرمان الجنسي الى اكثر من عشر سنوات فريدة من ناحية عنف الغريزة الجنسية لانها تستوعب المراهقة والشباب ولاتوجد حتى الان مبررات مقنعة حول التأخر في الزواج.
ولعل في طليعة الهواجس التي تعرقل مشروع الزواج هو الهاجس الاقتصادي وتهيب مسؤولية تشكيل الاسرة والخوف من الفشل في تأمين متطلبات الحياة المشتركة وانجاب الاطفال.
ولايمكن انكار هذه الهواجس ابداً أو عدم الاعتراف بها رسمياً لكن هل يمكن الحل حقيقة في تاخير الزواج, سيما واننا نغفل جانباً هاماً وبعابرة اخرى اننا نمارس خلطاً في الموضوع لاننا ندمج بين الجانب العاطفي والميل الفطري وما يعبر عنه بـ "طاقة الحب" وبين الجنس ويظهر اننا نبدو متأثرين جداً بالرؤية الغربية الجنسية على انها ممارسة للحب.
وفي ظل اجواء كهذه وخلال الضجيج يمكن ان نصغي الى دعوة مخلصة صدرت عن بعضهم في ان يتم عقد قران الفتى والفتاة من دون انتقال الى عش الزوجية.
وسيفسح هذا العقد المقدس الى اشباع الجانب العاطفي لدى الطرفين وترشيد طاقة الحب لديهما بما يحمي الشاب والشابة من مخاطر الكبت وآثاره.